عملية المياه البيضاء وزرع عدسة
عملية المياة البيضاء وزرع عدسة
بداية علينا ان نعلم ان حالة المياه البيضاء تختلف عن حالة المياه الزرقاء التي يخلط العديد من الأشخاص بينهما وبالتالي سنركز في هذا المقال على حالة عملية المياة البيضاء وزرع عدسة فقط التي تظهر بشكل واضح عند التقدم بالسن وهي عبارة عن تشكل عتامة في عدسة العين تسمى بالكاتراكت تسبب عدم وضوح الرؤية و تشوشها وتطور هذه الحالة حتى تظهر اعراض ومضاعفات كثيرة في حالة اهمال علاجها وبالحديث عن الحالة الفيزيولوجية المرضية للمياه البيضاء فيحدث فيها تفكك الالياف البروتينية وضعفها نتيجة هشاشة الروابط الكولاجينية فيها لتترسب هذه الالياف والبقايا وتسبب المضاعفات المرضية التي نحرص على تجنبها
معلومات عن عملية المياه البيضاء
كما ذكرنا فإن المياه البيضاء تختلف عن المياه الزرقاء ولكن الذي لا يعرفه الكثيرون ان تطور حالة المياه البيضاء وتدهورها الى حد يهمل المريض فيه علاجها يسبب الإصابة بالمياه الزرقاء التي تعتبر أكثر خطورة وأذية على العين حيث يحدث فيها ضمور للعصب البصري و فقدان الرؤية عند اهمال علاجها.
أنواع المياه البيضاء التي تصيب العين :
على الرغم من اننا نطلق على حالة المياه البيضاء هذا المسمى بشكل اجمالي. لكن هناك أنواع تفصيلية عديدة تحت هذ التسمية تختلف تبعا لموقع الإصابة وشدتها. وفي النتيجة لكل حالة من هذه الحالات طريقة علاج مختلفة عن الأخرى كما يلي :
أولا المياه البيضاء النووية :
حيث تتركز ضبابية المياه البيضاء وعتامتها في مركز العدسة العينية وتظهر هذه العتامة بشكل واضح على شكل بقعة بيضاء يمكن رؤيتها بالعين البشرية عندما تكون في حالة متقدمة حيث يطلق عليها أطباء العيون المياه البيضاء المستوية وهي دلالة على شدة صلابة الكتراكت في العين ويتميز هذا النوع بتطور المرض البطيء الذي يظهر بوضوح عند المسنين في عمر ال 75 عاما فما فوق ولهذا لا تنفع فيها أي من العلاجات التقليدية او البسيطة ويعتبر الحل الجراحي هو الأنسب.
ثانيا المياه البيضاء القشرية :
تتركز المياه البيضاء هنا على الغلاف الخارجي من عدسة العين الذي يسمى بالمحفظة او الكبسولة وتتشقق فيه هذه العدسة نحو المركز. ويحدث ذلك بسبب تبدل المكونات البروتينية و الليفية ضمنها. ويتميز هذا النوع بالحساسية الضوئية الشديدة التي يلاحظها المريض بشكل مفاجئ. ويمكن تفسيرها بحالة انكسار الاشعة الضوئية وتناثرها عبر شقوق محفظة العدسة.
ثالثا المياه البيضاء الخلفية الواقعة تحت المحفظة :
في هذه الحالة تظهر بقعة المياه البيضاء العاتمة خلف عدسة العين و تحديدا تحت المحفظة الخارجية للعدسة و تعتبر من اصعب الحالات التي يصعب تشخيصها مبكرا و تعرف اعراضها الشائعة بتراجع جودة الابصار خاصة عند النظر الى الأماكن المضيئة بشدة او المتوهجة و صعوبة مشاهدة الاجسام القريبة بوضوح و يصيب كافة الامار دون استثناء.
رابعا المياه البيضاء الوراثية :
في حالة إصابة الام او الاب او كلاهما بالمياه البيضاء او وجود قصة سريرية وراثية للإصابة بهذا المرض من الأقارب ذوي الدرجة الأولى غالبا يولد الأطفال مصابين خلقيا بحالة المياه البيضاء و يعود ذلك الى مسببات جينية في معظم الأوقات لا يمكن تجنبها.
خامسا المياه البيضاء المورغاني :
يطلق هذا المسمى على حالة المياه البيضاء المتقدمة شديدة النضج و الاستواء حيث يصبح فيها غلاف عدسة العين الخارجي شديد السيولة غر قادر على حمل نواة العدسة التي تنتقل لتحمل على محفظة العدسة وهذا يؤثر سلبا على عدسة العين التي يمكن ان تتعرض للانحلال او التميع وفي النهاية يرتفع ضغط العين مسببا عواقب كثيرة لا يمكن حصرها ويجب الإشارة الى ان هذه الحالة من اصعب الحالات ويقع الكثير من الأطباء في حيرة من امرهم عند مواجهتها لكن في مركز الدكتور احمد النجار هناك كادر طبي متكامل متخصص بهذه الحالات الصعبة.
سادسا المياه البيضاء الناضجة :
تعرف هذه الحالة بالابيضاض الجزئي الذي يصيب محفظة العدسة ويسبب الكثير من الاعراض التشخيصية التي تدل عليها مثل :
عدم وضوح الرؤية وانعكاسات الاشعة تحت الحمراء التي تظهر بوضوح على أجهزة التشخيص الطبي في مركز طب العيون
سابعا المياه البيضاء غير الناضجة :
عندما تبقى شبكية العين ظاهرة بوضوح وتحتفظ بقدرتها على نقل انعكاسات الاشعة تحت الحمراء الواردة من خلفية العين نكون امام حالة مياه بيضاء غير ناضجة يحدث فيها ضعف شديد في الرؤية يزداد بشكل تدريجي.
اهم اعراض المياه البيضاء في العين :
من الطبيعي ان نجد ان كل مريض يعاني من الام تختلف شدتها من مريض الى اخر واعراض متباينة عن غيرها ويبرر ذلك بتعدد أنواع حالات المياه البيضاء واختلاف شدتها وعلى الرغم من هذا التباين الكبير الا ان هناك عوامل كثيرة مشتركة تدل على الإصابة بالمياه البيضاء يمكن ان تجتمع جميعها لدى المريض او تظهر بعضا منها ومن هذه الاعراض :
- انخفاض جودة الابصار التدريجية غير المصحوبة بالألم
- عدم القدرة على رؤية الأشياء المضيئة مثل التلفاز و الهواتف المحمولة
- عدم القدرة على التفريق بين الأشخاص و التركيز في ملامحهم
- صعوبة القراءة
- الرؤية المزدوجة
- رؤية الهالات الضوئية التي تظهر بوضوح مساءا
- عتامة الأوان الفاقعة و بهتانها
- الصداع المزمن
- تبدل لون عدسة العين الى الأبيض او البني الغائم
مسببات الإصابة بالمياه البيضاء في العين :
تتعدد أسباب الإصابة بهذا المرض فمنها التي نعلم جميعا انها مؤذية للعين ومنها أسباب كامنة. لم ندري انها تؤثر سلبا على العين من قبل ولذلك يجب التركيز على هذه الأسباب لتجنبها وتوخي الحذر لحماية العينين مستقبلا ومن هذه الأسباب :
- العوامل الوراثية التي تزيد فرصة الإصابة بالمياه البيضاء الى حد كبير
- التقدم في السن الذي يعتبر من اهم و ابرز الأسباب التي يمكن تفسيرها بحالة التقويض الاستقلابي الذي يحدث حيويا في معظم انسجة الجسم و كذلك في العين
- الامراض المزمنة و خاصة مرض السكري الذي تعتبر الاذية العينية من اهم مضاعفاته
- التعرض الاشعاعي الذي يمكن اعتباره سببا وجيها و على سبيل المثال : الشعاع العلاجي الذي يتعرض له مريض السرطان للتزامن مع الجرعات الكيميائية التي يتناولها
- بعض أنواع الادوية و العقاقير مثل الكورتيكوستيروئيدات التي تسبب تشكل المياه البيضاء عند تناولها بشكل عشوائي و عدم اتباع اهم القواعد عند تناولها
- الامراض الاستقلابية والمناعية التي تؤثر على هدم وبناء العناصر الحيوية في جسم الانسان وتشكل بشكل مباشر على مكونات عدسة العين.
- امراض العين الأخرى التي يتم علاجها و بالتالي تؤثر على عدسة العين و تتطور حتى يصاب المريض بالمياه البيضاء
- الاذية الخارجية التي تسبب تشقق محفظة العدسة و تسرب سوائل العين الى جوف العدسة و بالتالي تشكل العدسة و هذه الشقوق تحدث في حالة الصدمات الخارجية القوية او الجروح اسطحية و العميقة التي تصيب العين
متى يجب عمل عملية المياه البيضاء ؟
ان حالة المياه البيضاء صامتة في معظم حالاتها لا تظهر بشكل واضح ولا تؤثر على رؤية المريض الا في حالات متقدمة و لذلك غالبا يتم تأخر تشخيصها و علاجها ولا يمكن حينها تدارك الوضع بسهولة لان بعض المضاعفات تكون قد بدأت بالظهور مثل انحلال الاربطة الدائرية التي تثبت عدسة العين بلاضافة الى سقوط العدسة و ارتفاع ضغط العين او ما يسمى بالغلوكوما.
إقرأ أيضا دليلك الشامل لعملية المياه البيضاء
